في اليمن ..مخلفات المصانع تفتك بالألاف من السكان المجاور لها ..


في اليمن ..مخلفات المصانع تفتك بالألاف من السكان المجاور لها ..

 

 

العرب بوست |تقرير:

ثرواتكم من أجسادنا..بهذه الصرخة البريئة المليئة بآلام ومعاناة عقود من الزمن قابل أطفال شرعب الرونة في عزلتي أجشوب والزغارير ، اللجنة المكلفة من قبل محافظ تعز للوقوف على حجم الأضرار الناجمة عن المخلفات الكيماوية التي تلقيها مصانع هائل سعيد أنعم والشيباني وعثمان.

فعلى مدى سنوات طويلة ظلت مديرية شرعب الرونة تُسقى بمخلفات كيماوية دونما رحمة.. آلاف الضحايا الذين قضوا بأمراض مختلفة ابرزها السرطان ، البلهارسيا ، الملاريا ، الربو ، السل الرئوي وغيرها من الأمراض المزمنة. 

تقارير الخبراء اثبتت بما لا يدع مجال للشك بأن تلك المخلفات الكيماوية التي تُلقي بها 3 مصانع (السمن والصابون التابع لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم ، ومصنع الجزيرة للكيماويات (عثمان) ومصنع كيمكو للطلاء (الشيبانى) الكائنين في مفرق شرعب) على مصب نهر وادي رسيان الذي يغذي مديرية شرعب الرونة ، وبما تحمله من سموم قاتلة لم تستهدف الحياة البشرية فحسب وإنما امتدت لتطال الاراضي الزراعية والمنتجعات السياحية أيضاً من الحمامات الطبيعية مثل حمام رسيان الشهير..

 

ـ إلى جانب العدوان والحصار:

ففي الوقت الذي تسخر فيه الدولة امكاناتها لمواجهة جائحة وباء كورونا وفي الوقت الذي يواجه شعبنا ومنذ خمس سنوات حصا را وعدوانا  استهدف الارض والانسان اليمني حصل و مايزال نوع من التجاهل وغض الطرف عن كوارث انسانية وبيئية اضرت بكثير من المواطنين والكثير من مواردنا الزراعية والبئية والسياحية من ابرزها الكارثة التي يتعرض لها منذ عشرات السنين الالاف من ابناء مديرية شرعب الرونه وبالذات مديريتي الاجشوب والزغارير في محافظة تعز وذلك من خلال ما يتعرض له وادي رسيان من خطر بيئي وتلوث بسبب مخلفات المصانع التي تصب ملوثاتها ومخلفاتها الكيمائية في اتجاه هذا الوادي.

 

ـ كارثة عمرها عشرات السنين:

فهذا الوادي الذي يمر في الجزء الجنوبي لعزلة الاجشوب والذي تغذيه روافد من عدة مناطق بداء من مدينة تعز ويقطع الستين مارا بعزلة الزغارير ثم الاجشوب والذي يضم مساحات من الاراضي الزراعية التي يعتمد ابناء هذه المنطقة على مياه الوادي لريها والتي تمثل منتجاتها مصدر الدخل الوحيد لهم يتعرض لعملية اهلاك واضرار خطيره بسبب  قيام مصانع بيت هائل سعيد بالذات مصنع  السمن والصابون ومصنع الجزيرة للكيماويات (عثمان) والكائنان في مفرق شرعب ومصنع كيمكو للطلاء (الشيبانى).

بصب مخلفاتها في هذا الوادي منذ عشرات التنين وبعلم سلطات الدولة والسلطات المحلية ونتج ذلك عن اضرار خطيرة بيئية وصحية وزراعية.

فقد تضررت الاراضي الزراعية في هذا الوادي وتحولت الى مستنقعات موبؤة وغير صالحة للزراعة بسبب تلوث المياه والتدهور في خصوبة التربة ما ادي الى انخفاض في انتاج المحاصيل وعزوف كثير من المزارعين عن الزراعة ما ادى الى زيادة البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي للمزارعين في العزلتين

كما ظهرت امراض وبائية ومزمنة اصابت الالاف من ابناء هاتين العزلتين منها السرطان والملاريا مما زاد من الانفاق على العلاج وهناك الكثير من الوفيات المتزايدة يوما بعد يوم مع عدم القدرة على العلاج سواء في المستشفيات الخاصة او السفر للخارج بل ومن  شدة الفقر لايستطيع المرضى من ابناء هذه المنطقة الانتقال للعلاج حتى الى  المحافظات الاخرى.

كما توقف حمام رسيان السياحي الذي يتميز بميائه الطبيعية والصحية توقف بسبب تلوث مياه الوادي بسبب السموم التي تصبها تلك المصانع في الوادي مما حرم المنطقة بل والكثير من ابناء المحافظة والمحافظات الاخرى من منطقة سياحية وصحية هامة وايضا حرم المنطقة من مصدر دخل ممتاز كونه قبلة للكثير من السياح ومرتادي الحمام لاغراض صحية

 

ـ مذكرة رسمية حملت هموم المواطنين:

في الـ 13 من شهر مايو 2020 وجهت قيادة السلطة المحلية مذكرة هامة ممهورة بتوقيع وختم مدير عام المديرية اللواء علي القرشي إلى محافظ تعزـ رئيس المجلس المحلي الاستاذ سليم المغلس ، حملت معها هموم ومعاناة المواطنين وآلامهم جراء هذا العبث الذي لزم فيهم دهرا.

حيث فند اللواء القرشي معاناة المواطنين من أبناء المديرية حيث جاء فيها:

ـ إن مصنع السمن والصابون ومصنع الجزيرة للكيماويات (عثمان)والكائنان في مفرق شرعب ، ومصنع كيميكو للطلاء(الشيباني) ، يصبون المخلفات الكيميائية ، حيث نتج عن هذه المواد أضرارا بيئية وصحية وزراعية ، ألحقت أضرارا بالأراضي الزراعية في أهم الوديان بشكل تام ، كما أنها أدت إلى تلوث المياه إضافة إلى تحول بعض الأراضي إلى مستنقعات موبوءة وغير صالحة للزراعة ، وألحقت أضرارا في خصوبة التربة ما تسبب في انخفاض مستوى الإنتاج الزراعي الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثير من المزارعين عن ممارسة الزراعة في وادي رسيان وتفشي البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين في عزلتي الزغارير والأجشوب.

كما ظهرت أيضا كارثة التلوث الصحي المتمثل في تفشي الأوبئة والأمراض المزمنة في العزلتين ما ادى إلى تدهور الوضع الصحي وارتفاع معدل الوفيات في المنطقة جراء تفشي الأمراض بالإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي الناجم عن توجه المواطنين إلى المستشفيات والانفاق المستمر في شراء الأدوية. 

ـ وتضمنت الشكوى  مطالب بسرعة تشكيل لجنة طبية وبيئية وزراعية ومن المياه والصرف الصحي والسياحة لتقييم الاضرار في العزلتين والعزل المجاورة في مديرية شرعب الرونة والزام تلك المصانع بدفع تعويضات عادلة  للمواطنين والمزارعين الذين تضرروا ،وكذا الزام المصانع بعمل حلول لصب مخلفاتهم الكيمائية بعيدا عن الاودية الزراعية والاحياء السكنية.

 

ـ حتى الثروة الحيوانية تضررت:

مصادر محلية اكدت على أن الثروة الحيوانية لم تسلم جراء تلك المياه الملوثة ، حيث أكدت على أن المئات من رؤوس الأغنام والمواشي والأبقار نفقت ، حتى أن البعض منها فارقت الحياة بمجرد شربها من المياه الوافدة إلى المنطقة والمحملة بسموم تلك المخلفات الكيماوية القاتلة..

وحتى اللحظة لا تزال المناطق الواقعة على ضفة الوادي تعاني ندرة في الثروة الحيوانية بعد ان كانت تشكل رافدا مهما للثروة الحيوانية الوطنية في اليمن بشكل عام. 

ـ تعويضات ووضع حد للتكرار:

وعلى ما يبدوا فإن قيادة السلطة المحلية في مديرية شرعب عازمة على عدم التخلي عن القضية التي شهدت على مدى السنوات الماضية تقاعسا مستمرا دفع المواطنين إلى اليأس في عدم رفع المعاناة عنهم لا سيما وأنهم يواجهون امبراطوريات مالية تمكنت من تكميم أفواه القائمين على شؤون العامة آنذاك.

إصرار السلطة المحلية الجديدة في مديرية شرعب الرونة بقيادة اللواء القرشي جاءت حازمة وصارمة من خلال عدم الإكتفاء برفع الضرر الناجم عن تلك المخلفات فحسب ، لكنها امتدت إلى المطالب بتعويضات عادلة ، والزام اصحاب المصانع بمعالجة طارئة نتيجة الوضع الذي تمر به البلاد من حصار وعدوان وارتفاع البطالة وذلك من خلال:

- التعاقد مع اطباء متخصصين في علاج الامراض المزمنة والجراحية لمستشفى الشهيد عبدالجليل ومستشفى الحرية مع توفير العلاجات المجانية ، والاجهزة التي تحتاجها المستشفيات من اجهزة طبية وتوسعات بنائية لاستقبال الحالات وتوفير سيارات اسعاف.

- انشاء مستشفى خاص في منطقة تتوسط العزلتين والعزل المجاورة لهما وتزويدهما بالاجهزة والكوادر والعلاج.

- تعميق الوادي (مجرى السيل) كون ارتفاع الرواسب في الوادي يسبب حاجز مائي وانه بسبب  ارتفاع التربة في مجرى الوادي اصبحت الارض مهدده بالانجراف وازدياد تدفق المواد الكيمائية الضارة بشكل كبير.

- حماية حمام رسيان الطبيعي من التلوث واقامة احواض سياحية تحافظ علية من التلوث واقامة حديقة وفندق تستثمره الدوله لصالح المواطنين في المنطقة.

- انشاء مشاريع مياه للعزل بديلة عن مياه الشرب التي تلوثت بسبب تلك المواد.

- دعم مكتب الصحة ومكتب التحسين بكل متطلباتهما.

وقد وجه المحافظ بتشكيل لجنة من الجهات المعنية بدأت اليوم بالنزول الميداني في المنطقة ولمدة ثلاثة ايام بهدف التحقيق في الشكوى وتقييم خطورة ممارسات تلك المصانع على الارض والبيئة والانسان في تلك المنطقة التي يأمل ابناؤها ان تحمل الايام القادمة نهاية لماساة استمرت لعشرات السنين راح ضحيتها الالاف من ابنائهم وتضررت اراضيهم ومصادر ارزاقهم.

 

ـ لمحة سريعة على تأثير المخلفات الكيماوية: 

التسمم عبارة عن حدوث تهدم في التركيب البيولوجي وكذلك الوظائف البيولوجية لبعض أعضاء الجسم يحدث التسمم الحاد  والذي عادة ما يحدث عن طريقين هما:

1- طريق الجهاز التنفسي:

يعتبر الجهاز التنفسي من أهم وأخطر الطرق التي يحدث عن طريقها التسمم بالغازات حيث تدخل الملوثات السامة عن طريق القصبة الهوائية ومنها إلي الرئتين حيث تحملها كرات الدم الحمراء وقت تبادل الغازات عن طريق الحويصلات الهوائية إلي جميع إجراء الجسم.

2- طريق الجلد:

ويتم عن طريق الجلد امتصاص الملوثات السامة ومن ثم تمر هذه الملوثات السامة إلي الدم حيث تحدث حالات التسمم بالإضافة إلي ه ذه الطرق يمكن أن يحدث التسمم عندما يتعرض العامل أو الشخص المجروح إلي أبخرة الملوثات السامة من الغازات حيث تدخل هذه الملوثات إلى الدم ومن ثم تحدث حالات التسمم وعليه فإنه يتضح أنه عندما تحدث حالات التعرض للملوثات الغازية السامة فإن هذه الملوثات تمتص وتنتقل إلي داخل الجسم بواسطة الدم إلي أعضاء الجسم المختلفة بواسطة طرق معقدة تختلف الملوثات السامة اختلافا كبيرا في درجة تركيزها السام على الجسم وكذلك تختلف في درجة تأثيرها على أعضاء الجسم.

 

ـ أهم الأعضاء في جسم الإنسان تأثرا:

إن من أهم أعضاء الجسم الأكثر تأثرا بالملوثات السامة والتي تقوم بإخراجها والتخلص منها هي الكليتين والكبد وبعد الكبد والكليتين أهم أعضاء الجسم التي تتراكم فيها هذه الملوثات السامة.

ويعتبر الكبد وكذلك الكليتين ذات كفاءة عالية لتحويل كثيراً من الملوثات السامة إلى أخرى يسهل التخلص منها خارج الجسم فمثلاً الكحول الميثيلى Methyl At- Cohol يتحول إلى الفورمالدهيد Formal dchyde ذات التأثير الكبير ولا ضار على أعصاب العين Opeticneryes وعلى الناحية هناك كثيراً من المركبات الكيميائية السامة والضارة فتتحول عن طريق عملية التمثيل الغذائي إلى مركبات أخرى أقل خطورة مثال ذلك الكحول البيوتانولى Buty Alcohol يتحود بعد عملية التمثيل الغذائى إلى ثانى أكسيد الكربون.

ويمكن تعريف الجرعة المميتة – Lathal dose أو المركبات الكيميائية السامة بتلك الكمية المقدرة على حسب وزن الجسم والتى تسبب الوفاة بنسبة 50% من حيوانات التجارب L50 Value.