بعد إقالة الأمير فهد ..وبإتفاق مع الرياض .. الشرعية تحضر لإقالة"علي محسن" والمقدشي وقيادات بارزة في الجيش واحالتهم للتحقيق ..


بعد إقالة الأمير فهد ..وبإتفاق مع الرياض .. الشرعية تحضر لإقالة

العرب بوست|الرياض|خاص -

تحضر قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس اليمني عبدربه هادي القائد الاعلى للجيش اليمني، للإطاحة بقيادات بارزة في قوات الجيش على خلفية الهزائم والانكسارات التي تكبدتها جبهات نهم ومأرب والجوف شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء خلال الأشهر والأعوام الماضية ..

 

وتأتي هذه التحضيرات عقب صدور أمر ملكي ليل الأثنين قضى بانهاء خدمات قائد القوات المشتركة في اليمن، الامير فهد بن تركي، وعدد من المسؤولين في وزارة الدفاع السعودية وإحالتهم إلى التحقيق لتورطهم في فساد مع قيادات في الجيش اليمني ولفشلهم في تحقيق مهمتهم العسكرية ..

 

وكشفت مصادر سياسية وعسكرية يمنية وسعودية لموقع "العرب بوست" عن قرارات وشيكة سيصدرها الرئيس اليمني عبدربه هادي تشمل إقالة عدد من المسؤولين عن إدارة الملف العسكري في الحكومة اليمنية ..

 

وأشارت المصادر إلى أن هذه القرارات ستطال نائب الرئيس اليمني الجنيرال علي محسن الأحمر المسؤول الأول عن الملف العسكري منذ اندلاع الحرب في مارس 2015، حيث سيتم تعيين نائب أو نائبين توافقيين بدلا عن الأحمر الذي يتهم عادة بأنه المسؤول المباشر عن الفشل في إدارة الملف وسقوط محافظات ومناطق عسكرية في أيدي الحوثيين ..

 

واشارت المصادر إلى أنه سيتم إقالة وزير الدفاع اليمني الحالي محمد علي المقدشي، وتعيين رئيس هيئة الأركان العامة صغير بن عزيز بدلاً عنه ..

 

وقالت المصادر إن القرارات المرتقبة في "الشرعية" تأتي في سياق مراجعات شاملة أجراها التحالف العربي حول أسباب تعثر المسار العسكري خلال السنوات الأخيرة، والتوصل إلى نتيجة بضرورة إحداث تغييرات شاملة للقيادات المسؤولة عن هذا الفشل في جانبي التحالف والشرعية على حد سواء، وهو ما أسفرت عنه من قرارات سابقة ولاحقة ..

 

وتؤكد المصادر أن الفترة المقبلة ستشهد تحولا نوعية في طريقة إدارة الملف العسكري سواء من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، أو داخل الحكومة اليمنية الجديدة التي سيتم تشكيلها بموجب اتفاق الرياض الموقع بين "الشرعية" والمجلس الانتقالي، حيث سيترافق ذلك مع إجراء عمليات تغيير واسعة في مفاصل المؤسسة العسكرية، تفضي إلى التخفيف من حدة هيمنة جماعة حزب الإصلاح "إخوان اليمن" على هذا الملف، في ظل مؤشرات على تواطؤ قيادات عسكرية يمنية مع المشروع القطري التركي في اليمن الذي يسعى لتسليم المحافظات الشمالية للحوثيين ونقل الصراع إلى المناطق المحررة في جنوب اليمن..

 

وتأتي التطورات على الصعيد العسكري مع تطورات موازية على الصعيد السياسي، حيث كشفت مصادر ل"العرب بوست" عن تحول مرتقب في خارطة التحالفات والنفوذ ستشهدها الأيام القليلة القادمة، تتسق مع حالة التقارب في الرؤى السياسية والعسكرية وطريقة إدارة ملف الصراع مع الحوثيين بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي، وهو الأمر الذي قد ينعكس على طريقة تعاطي قيادة التحالف مع تجاوزات مكونات يمنية عملت خلال الفترة السابقة على ارباك المعركة من داخل مؤسسات الشرعية، وإشعال فتيل الصراع داخل المعسكر المناهض للمشروع الإيراني والقطري في اليمن..

 

ووفقا للمعطيات من المرجح أن تخسر رموز ما يعرف بتيار الدوحة في الحكومة اليمنية خلال المرحلة القادمة الكثير من أوراق الابتزاز والضغط التي كانت تمارسها، بعد أن يتم تحجيم ادواتها في المعركة مع الحوثيين، وخسارة هذا التيار لعوامل قوته،بعد خسارة أو تسليم مناطق نفوذه مثل الجوف ونهم للحوثيين..

 

وأصدر العاهل السعودي الملك سمان بن عبدالعزيز، مساء امس الاثنين، جملة من القرارات تضمنت إنهاء  خدمة الفريق فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود قائد القوات المشتركة (المسؤول العسكري الأول عن ملف الحرب في اليمن) وإحالته إلى التقاعد والتحقيق، وتكليف الفريق  مطلق بن سالم بن مطلق الأزيمع نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالقيام بعمله.

 

وبموجب القرارات تم إعفاء الأمير عبدالعزيز بن فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة الجوف (نجل قائد القوات المشتركة السعودية) من منصبه، وإحالته للتحقيق، إلى جانب عدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين في وزارة الدفاع السعودية بتهمة الفساد.

 

ونص القرار الملكي على تولي هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية استكمال إجراءات التحقيق مع كل من له علاقة بالتهم الموجهة للمحالين للتحقيق، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة بحقهم، ورفع ما يتم التوصل إليه.

 

وتشير المعطيات الأولية حول طبيعة القرارات التي صدرت عن العاهل السعودي بموجب رفع من نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان (كما جاء في ديباجة القرار) إلى ارتباطها المباشر بحملة الإصلاحات الداخلية التي يقوم بها ولي العهد السعودي والتي اشتملت على إجراءات جريئة لتفكيك مراكز القوى وشبكات الفساد داخل الحكومة السعودية، إضافة إلى الارتباط المباشر لهذه الإجراءات بنتائج الحرب في اليمن خلال السنوات الماضية، وتعثر مسار الحسم العسكري، وسقوط محافظات ومناطق عسكرية يمنية محررة، واستمرار الميليشيات الحوثية في تعزيز قدراتها الهجومية من خلال الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

 

وإلى جانب توجيه أصابع الاتهام لبعض الأجندات السياسية التي تسببت في تعثر الملف العسكري، يلقي خبراء بالمسؤولية على سوء إدارة الملف واستشراء الفساد المالي وخصوصا في الجانب اليمني على مجريات الحرب اليمنية التي بلغت عامها السادس.

 

واعتبر مراقبون سياسيون اقدام التحالف العربي بقيادة السعودية على تحركات عسكرية تأخر بعضها، مثل تأمين منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان وتزويده بجهاز كشف بالأشعة للشاحنات، وتأمين ميناء ميدي في البحر الأحمر وعدد من الجزر اليمنية قبالة الميناء، بعد ورود تقارير عن مخطط من قبل بعض العناصر الموالية للإخوان في الميناء لتسليم هذه المناطق الاستراتيجية للميليشيات الحوثية ردا على أي قرارات مرتقبة لإقالة ضباط ومسؤولين عسكريين محسوبين على الجماعة، كلها مؤشرات على طبيعة التوجهات الجديدة لقيادة التحالف نحو حسم الملفات العالقة والتعامل بحزم مع أجندة قطر وتركيا وإيران التي تدار عبر وكلاء محليين من داخل مؤسسات الشرعية وخارجها.